احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

نظرية الروح.

كلنا يعرف أن الإنسان عبارة عن عدة عوالم تعيش في كيان واحد, تعيش معا بتجانس تام رغم اختلاف أنواعها و رغم تميز كل عالم عن الآخر. فبينما النفس تفرح بالمشاعر الجياشة و تشعر بالأشياء الاموجدة ككتلة مادية في هذا الكون, لا يشعر الجسد ولا يحس إلا بكل شيء مادي محسوس.


فالجسد كالجيش فيه العقل هو القائد و باقي الخلايا والأعضاء هي جنوده, وهؤلاء الجنود هم أسرع الجنود في العالم لدرجة أن العقل لا يستطيع في كثير من الأحيان التراجع عن قرارات اتخذها قبل لحظات! فالجسد لا يتبع إلا أوامر قائده لذلك هو لا يفهم إلا ما يفهمه العقل, فلغته المنطق ولا يفرح إلا بسبب منطقي!

أما النفس فهي عالم عميق و واسع جدا من العواطف و المشاعر. عالم  تحدث فيه الكثير من الحروب التي تشكل فيما بعد شكل نفسية الإنسان وشخصيته. و من هذه الحروب حرب تنشأ بين النفس التي يولد الإنسان بها و النفس التي تتشكل نتيجة البيئة التي يعيش الإنسان بها, حرب طاحنة بين نفس الإنسان و طبيعته التي قد لا يعرفها بعض الناس أصلا مع نفس دخيلة تكونت بمرو الزمن نتيجة الأحداث اليومية فطغت على الساحة و محت حقيقة الإنسان!

اختلطت النفس بالجسد فأضفت عليه علامات الإحساس كالحب و الكره و السخط والرضا, اجتمعت هي و بعض من العقل في القلب فأصبح هناك مركز جديد للقيادة في الإنسان, و لأن العقل ليس كله في القلب(ما زال يحتفظ بثقله الرئيسي في الرأس) لذلك قد تفوز النفس أحيانا وتحكم القلب كله.

لكن النفس والجسد كان ما يزال بينهما الكثير من التباعد و التنافر فعلى الرغم من وجود القلب ذلك المكان الذي فهم فيه بعض من النفس بعض من العقل والعكس, ما زالت النفس غير قادرة على تفجير طاقتها الكاملة لأن العقل لن يستوعبها فسيأمر الجسد ليوقفها فورا, و كذلك الحال بالنسبة للعقل بعد أن فقد جزءا من القيادة.

لذلك أوجد الله الروح للإنسان, فاحتوت النفس والعقل معا ورسمت بينهما تجانسا تاما. جاءت الروح فأعطت الحياة للإنسان, و أطلعت النفس والعقل على عالم أكبر منهما, ذاك هو عالم الغيب. عالم لا يدركه العقل ولا تشعر به النفس. عالم لا تحس به إلا الروح. و لأن الروح عالم أكبر من العقل و النفس فقد كانت هي الحاكم الأوحد لهما, لكن للأسف البعض لا يعلم بوجود هذا القائد فلا يحسن استغلاله. و البعض يعلم بوجود الروح لكن لا يعلم كيف يسلمها القيادة.

و الروح و لأنها جاءت من عالم الغيب, فهي لا تستطيع القيام بعملها إلا إذا كنا مؤمنين بالغيب. أما عمل الروح فهو أن تجمع النفس والعقل معا في كيان أكبر منهما فتجر طاقتهما القصوى و تجعلها طاقة لا منتهية و في قمة الإبداع. أما لماذا كان الإيمان سببا لكي تصل الروح إلى درجة السمو التي تجعلها تقوم بعملها فذلك أن الإيمان هو أعلى درجات الذكاء للعقل عندما يعمل لشيء يتجاوز تصوره و حدود مقدرته و كذلك بالنسبة للنفس حين تتجاوز عالمها المحدود إلا عالم آخر لا محدود بالمرة. 

لذى كان دائما الإيمان سببا لسمو الروح, سببا للإبداع بلا حدود.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق

Yeeha
11:15ص | 07 كانون الثاني، 2012
أنحني لك.
Yeeha
11:14ص | 07 كانون الثاني، 2012
أنحني لك.